الاسلام السياسي في الحكم

الاسلام السياسي في الحكم

  • الاسلام السياسي في الحكم

اخرى قبل 5 سنة

الاسلام السياسي في الحكم

د.سالم حسين سرية

1- السودان : " بلد مساحته تقترب من مليوني كيلو متر مربع، منها أكثر من مائة مليون فدان من أجود الأراضي الصالحة للزراعة، وتتوفر لها المياه. وبذلك تعتبر سلة الغذاء للوطن العربي فيما لو استثمرت زراعيا اضافة للثروة الحيوانية الهائله التي يمتلكها اضافة لتصديره للذهب الى الخارج .ان التذمر بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي وصلت إلى مستوياتٍ غير مسبوقة حيث وصل معدل التضخم فيه إلى 69%، وارتفع فيه سعر الخبز خمسة أضعاف، فى يوم واحد هذا إن وجد في المخابز .واصبح الدولار يساوي 55 جنيها سودانيا كل ذلك بفضل انقلاب 89 الذي جاء بعمر البشير الى سدة الحكم بحجة الانقاذ وهم قلةٌ قليلة، حيث انقلبوا على نظام حكمٍ ديمقراطيٍّ، كانوا جزءًا منه، ولهم في برلمانه أكثر من خمسين مقعدًا. هذا الغرور، وهذا الصلف، هما اللذان خوّلا لهم ، أنْ ليس لإنقاذ البلاد أحد غيرهم، . ثم ما لبثوا أن جاءوا بما سموه بسياسة"التمكين" الذي أحلوا به الولاء مكان الكفاءة، في تولي الوظائف في كل أجهزة الدولة، فهدموا جميع أركانها. حيث جرى تسييس القضاء، وانهار حكم القانون، وقُضي، تمامًا، على المؤسّسية . وانتهى ذلك التخريب الممنهج إلى فتح الباب، على مصراعيه، للنهب المفتوح لموارد الدولة، ووضعها في جيوب الإسلاميين، وجيوب المنتفعين من حكمهم. بالتمكين، سيطر الإسلاميون على كل مرافق الاقتصاد. وبالسلطة السياسية سيطروا على القرار السياسي، والقرار التنفيذي. وهكذا أصبح السودان دولةً مختطفةً، بالكامل، لفئةٍ صغيرة، تربط بينها عقيدةٌ دينيةٌ، صوريةٌ، منحرفةٌ، ونهمٌ للسلطة، وللثروةِ، وللجاهِ، لا يعرف الحدود. تُضاف إلى ذلك استهانةٌ لا تعرف الحدود، بأمر معاش الناس، واحتياجاتهم اليومية، الحيوية، من غذاءٍ، وكساءٍ، ومأوى، وعلاج، وتعليم. وفي خطاب عمر البشير قبل أيام، في ولاية الجزيرة.. قال ( أن ما يحدث "ابتلاء إلهي"، يجب الصبر عليه، ومستشهداً بآياتٍ قرآنيةٍ من سورة العنكبوت "أحَسِبَ النّاسُ أن يُتركوا أن يقولوا آمنَّا وهم لا يُفتَنون"، معتبراً أنه يسير في طريق "الأنبياء والصالحين" الذي يجب أن يتبعه الناس من دون سؤال. إن أصحاب النبي الكريم صبروا على الجوع، وأكلوا أوراق الشجر، غير أن الرئيس عمر البشير نسي أو تناسى أن النبي الكريم كان يقول لآل بيته: يا آل محمد إنكم أول من يجوع، وآخر من يشبع... وكان آل بيته الأتقياء لا يحيدون عن هذا التوجيه، قيد أنملة. يُضاف إلى ذلك أن الأصحاب جاعوا، وجاهدوا، في قضيةٍ جوهرها العدل والإحسان، وإيتاء كل ذي حق حقه. ويعلم كل السودانيين، قاصيهم ودانيهم، أن رئيس الجمهورية، ورهطه، أبعد ما يكونون في مسلكهم، عن مسلك النبي العظيم، وآل بيته وأصحابه الكرام، فلو أن رئيس الجمهورية وقومه عاشوا كما عاش النبي وأصحابه، وضربوا لنا المثل في تحمّل شظف العيش، لحقّ لهم أن يحدّثونا عن أكل أوراق الشجر. وحينها، لن نستنكف في التأسّي بالصحابة الكرام، رضوان الله عليهم.) ان اتباع عمر البشير قد تمرّدوا على مرشدهم، (الترابي )فوضعوه على الرف، ثم تفنّنوا في إيذائه، وتكرار حبسه وراء القضبان، واللعب عليه، وعلى من وقفوا في صفه، بمدّ جزرة التئام الشمل، كل حينٍ وآخر. ولكن، لم يلتئم الشمل، قط، إلى أن مات مرشدهم، كظيمًا، محسورًا مجرّد كباش فداءٍ رمزية. لقد انهار مشروع الاسلام السياسي يوم أن أقرّوا التمكين، وسرّحوا سواد السودانيين من وظائفهم في أجهزة الدولة. وثم ما لبثوا، هم أنفسهم، أن فتحوا البنوك، والصرافات، لشراء الدولارات، ممن يودّ أن يبيع. ثم أصبحوا، هم؛ أفرادًا وشركات، أكبر من تاجر بالدولار، وباعترافهم، هم، أنفسهم، أخيرًا، فقد شرعوا، في الشهور الأخيرة، يلاحقون من اختاروا من رفقائهم الذين أثروا ثراءً فاحشًا، وخرجوا عن قبضتهم، فأطلقوا عليهم تسمية "القطط السمان"، جاعلين منهم كبش فداء وإن الاقتصاد سيكون أفضل مما كان عليه، قبل الانفصال. كما انهارمشروع الاسلام السياسي يوم ان أصبح مجرد جنونٍ بالسلطة، وفتونٍ غليظ بالدنيا، وأعراضها الزائلة. حيث تحولت الأشواق الدينية إلى جنونٍ بتملّك العقار، والشركات، والقصور، في الداخل، والخارج، وبإيداع الأموال، في البنوك الأجنبية. كما تحولت تلك الأشواق الكاذبة إلى هوسٍ بالتفاخر المقزز، في أعراس الأبناء والبنات والأحفاد، ،وعلى تأمين مستقبلٍ مترفٍ لهم، من أموال الشعب المنهوبة. لقد اتقن الإسلاميون لعبة شراء الزمن، بلا إنجاز، وبلا مشروعٍ واضح المعالم، وبلا معرفة بالكيفية التي تنهض بها الدول. ظنوا أن لعبة شراء الوقت قابلة للاستدامة. وقد ترسّخ هذا الظن لديهم، أكثر، حين استخدموا القتل لوأد هبة الشعب السوداني في سبتمبر/ أيلول 2013.التي راح ضحيتها اكثر من 200 شهيد .

2- غزة : ايضا سياسة التمكين نفسها ادت الى توظيف عشرات الالاف من اتباع حماس وبات اهلنا يعيشون حالة فقر مدقع يعبر عنه ا(لاخ مروان عيشة قائلا : تقع في غزة اربع حالات انتحار فى اليوم واحد . واصبح طموح الشبان والشابات نحو الهجرة وترك البلد. وانتشرت البطالة والشحادين . والمراة فى ظل حكمهم تخرج لتستجدي قوت اولادها وتساوم على عفتها .وان خريجى الجامعات فى ظل حكمهم يعملون فى اكشاك السجائر وعتالين فى الاسواق وانه فى زمن الاحتلال كانت الكهرباء ٢٤ ساعة وعلى زمنهم صارت ساعتين ). ان سياسة حماس في الحكم بعيدة كل البعد عن العدالة الاجتماعية فالمستفيدون من المساعدات القطرية والعمانية توزع على اتباعها فقط .وعندما شاهدت الفيديو لمواطن فلسطيني من غزة (مسيحي الديانه ) وهذا رابط الفيديو لمن يود مشاهدته .(مواطن فلسطيني مسيحي مقهور و مظلوم يروي ما حدث معه في غزة في صفحة Fateh.dk )حيث يشير فيه بغضب تقشعر له الابدان الى اضطهاده فقط لكونه مسيحي وهو رجل كبير بالسن .فعندما يراجع عيادات حماس للعلاج يقولون له اذهب الى الكنيسة لتعالجك فانت مسيحي (هل يعقل هذا يا ابا العبد ) .وعندما راجع احد مراكز الشرطة ليرفع شكوى على رائد من حماس لانه نصب عليه اشبع ضربا لانه لا يجوز الشكوى على ضباط من حماس ! واشار الى مدى اضطهاد المسيحيين الفلسطينيين في غزة فقط لانهم مسيحيين حيث لم يبقى منهم الا 650 فردا بعد ان كانوا بالالاف واجبروا على الهجرة . اذن العدل غائب بشكل مطلق (.اما البطش والتوحش والتنكيل بقيادات فتح وزجهم بالسجون وسحلهم في الشوارع فلن اتطرق اليه لانه منشور بالصورة والصوت على الانترنت وربما يقول البعض انه رد على ممارسات فتح بالضفة . ) فلو كان هناك ذرة من قيم الاسلام التي يتلفع بها الاسلام السياسي في غزة لاستدعى هذا المواطن الفلسطيني الغزاوي المسيحي وتم الاعتذار منه ومعاقبة المسئ لاخواننا المسيحيين بعد ان بطشوا باثاث بيته ! كما تصاب بحالة الذهول من اتساع عدد اصحاب الملايين (القطط السمان ) في ظل اغلبية تعاني الفقر والعوز لدرجة ان الاستجداء اصبح عن طريق الانترنت وتصلني العديد من طلبات الصداقة من اهلنا في غزة لاكتشف بعد فترة ان هذه العائلة لا تمتلك القوت اليومي . وعندما اتصلت باخي د.هاشم اسحق (حفظه الله ) لمساعدة احدى العوائل قال لي بعد ان تيقن من اصدقائه في غزة بان هذه الحالة بالآلاف . وان عادة الاستجداء عن طريق الانترنت قد اصبحت سائدة (يا للهول )انني عندما اشير الى كل هذه السلبيات التي يندى لها الجبين انما هي لأعبر عن صرخه لتصحيح هذا النهج والسلوك بحق اهلنا في غزة بغض النظر عن ديانتهم والعودة الى احقاق العدل بين المواطنين على حد سواء والى تحقيق العدالة الاجتماعيه بشكل صحيح وهذا ما يدعوا له الاسلام .فالنضال التحرري الذي تقوده حماس لا يجوز ان يكون مناقضا للنضال الاجتماعي واحترام انسانية الانسان ولقمة عيشه وحرية كلمته .فالحرية التي نناضل من اجلها هي حرية الارض والإنسان معا.وهذه الصرخة لا علاقة لها ابدا بالخلاف بين السلطة وحماس وانما لها علاقه بما يجري لاهلنا الصامدين في غزة.

الخلاصه : في حالة السودان ادى اضطهاد عمر البشير للمسيحيين في الجنوب وتطبيق الشريعة الاسلاميه عليهم كما يعتقد عدا عن سياسة الجلد الى التفريط بجنوب السودان الغني بالنفط وباسم الاسلام واستشهاده بالايات القرانية مارس السلب والنهب بثروات البلاد كحال المعممين في العراق ويبدو ان تجربة الاسلام السياسي في غزة تحذوا حذوهم اذا لم تقم بخطوات عملية ملموسة على الصعيد الاجتماعي تبرئ نفسها من هذا النهج الذي لا صلة له بالاسلام لا من قريب ولا بعيد حتى لايصل شعبنا الى درجة يتمنى فيها عودة الاحتلال لانه ربما يكون اكثر رحمة من تعسف حماس وبطشها واستحواذها على مقدرات شعبنا لتوظفها لاتباعها ولاغراض سياسيه خاصة بها وحسبي الله ونعم الوكيل .

التعليقات على خبر: الاسلام السياسي في الحكم

حمل التطبيق الأن